أحاديث صريحة بمناسبة #يوم_الاستقلال_الباكستاني٢٠٢٣م

(قبسات مُستَخلصة من الكلمة البليغة التي ألقاها مفتي باكستان العلامة #محمد_تقي_العثماني حفظه الله تعالى في حفلة نظمته جامعة دارالعلوم كراتشي لأداء مراسم رفع العَلَم، احتفالاً بالذكرى السابعة والسبعين لاستقلال باكستان وتخليداً لرسالتها السامية)
وفيما يلي نبذة من كلمات العلامة العثماني (مترجمةً) :

#باكستان_كما_رأيتُها_تُبنى:
=”لعلّي من أواخر من عايش حركةَ استقلال باكستان وشاهدها بامّ عينيه.
كنتُ طفلًا وما زالت ترنّ في آذاني أصوات التهليل التي كان يهتف بها الكبار والصغار :
ما ذا تعني باكستان ؟ : لا إله إلا الله !”

#لماذا_يعادونها؟
=”لم يُعرف في التاريخ القريب دولة أخرى تأسّست باسم الإسلام ومن أجل الإسلام،غير باكستان.
وهو السبب الأول في كونِها موضعَ عداءٍ لدى أعداءها.
والسبب الثاني أنّها دولة إسلامية ذرّية، تتمتّع بالقنبلة الذرية التي يهابها الأعداء من أجلها ….”

#إمكانية_تطبيق_الشريعة
=”سألوا والدي العلامة محمد شفيع العثماني (الذي كان من رُوّاد حركة استقلال باكستان) في مرحلة ما قبل الاستقلال: هل سنجد الإسلام يحكم حياةَ المسلمين في باكستان التي تنشدونها ؟
فأجاب: “لا أضمن أن الحياة ستكون محكومة بالإسلام مائة في المائة، ولكن الذي أراه أن عامّة المسلمين لن يجدوا مانعاً هناك في سبيل تطبيق الشريعة إذا أرادو ذلك”.
وكان كبار العلماء تحت قيادة شيخهم الإمام التهانوي وضعوا ثقتَهم في حزب “الرابطة الإسلامية”، وكان يقودها مؤسس باكستان محمد علي جناح (القائد الأعظم)، وبحكم أن أعضاء هذا الحزب لم يتّسموا بمظاهر التديّن في حياتهم العملية، فإنّ هذا الوضع كان مثارَ تساؤل أمام طائفة من المسلمين زعماً منهم أن هؤلاء العلماء أغرار وقعوا ضحيةَ سياسة الحزب.

=” وفي هذا السياق سألوا والدي العلامة محمد شفيع العثماني مرةً: كيف وضعتم ثقتَكم في حزب الرابطة؟ فأجاب متمثّلاً بشعرٍ لطيف المغزى: (في الأردية)

دام میں یار کے میں دیدہ و دانستہ پھنسا
مجھے ناداں نہ سمجھیں دل دانا والے

والمعنى :(وقعتُ في شبكة صيد الصديق عمداً وقصداً مني بذلك، فلا يحسبنّ المتفطّنون أنّي لم أفطن لكيدهم”.

=”وكان قادة حزب الرابطة أمثال لياقت علي خان رجال إخلاص وعمل، ولكن اخترمتهم يدُ الغدر بعد سنة واحدة ونصفها ، وكان موطنَ أمل الأمة،
فتحوّلت دفّةُ الحكم بعدهم إلى أيادي خرقاء أساءت حكمها واستغلالها وأهوت بها بعيداً عن مركز ثقلها الذي هو تطبيق الشريعة”

#من_مزاياها
=”رغم كلّ العلاّت والأزمات التي يعاني منها دولتنا الحبيبة إلا أنها ما زالت تتمتّع بدستور هو الأكثر إسلامياً من دستور أي دولة أخرى، والذي يوفّر للمسلمين مناخاً آمناً أن يكافحوا بأي شكل سلميٍّ من أجل تطبيق الشريعة.
وادلّ شيىٍ على ذلك ما حصل مؤخّراً في البارليمان الباكستاني، حيث تمّ تمريرُ مسوّدةَ قرار بإنزال أشد العقاب على مرتكبي الإهانة إزاء أهل بيت النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) وسائر صحابته (رضي الله تعالى عنهم.
وكما سبقت جهود مثله من أجل تكفير القاديانية المارقة بكلمة اتفقت عليها أعضاء البارليمان، وأي دولة تستطيع أن تفعل ذلك في عالم اليوم. ؟
وجهود مماثلة مارسها العلماء لتقنين الحدود الشرعية وتطبيقها.
إنّ التقنين الإسلامي الذي يخوّلنا الدولةُ حقّه عملٌ عظيم لا يتصوّر أن يحدث في أي دولة أخرى. ومازالت هذه الفرصة مفتوحة أمامنا.

وأما ما تتمتع به الدولة من خيرات الأرض وبركاتها فحدّث عن البحر ولا حرج”

#كيف_نتخلّص من الأزمات الراهنة؟
=”في ظلّ الازمات السياسية والاقتصادية التي نعيشها قد يتسرّب اليأس إلى بعض القلوب، ومنهم من يُقدم على هجرةِ وطنهم قنوطاً من صلاح النظام. وهذا أمرٌ لا تُحمد عقباه.
وقد أرشدنا القرآن الكريم في مثل هذه الظروف الخانقة ونهانا عن الوهن والحزن وبشًرنا بالعلوّ والنصرة والتمكين بشرط واحد، ألا وهو الإيمان.
قال تعالى:
(ولا تهنو ولا تحزنو وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)،
نزلت الآية عقب الهزيمة المؤقتة التي لحِقت المسلمين في غزوة أحد تسليةً لهم بعد تنبيهمم وإعلان العغو عن زلاّتهم.

#هنا_الحلّ
وعملاً بهذه الآية ينبغي لنا -الشعبَ الباكستاني- أن نتمسّك بأمرين:

=”أوّلاً: أن يتعهّد الكلّ مناّ -بمنصبه ووظيفته- إنجازَ مهامّه التي أُسندت إليه في إيمانٍ وأمانةٍ ووفاء وإخلاصٍ، ودونما تقصيرٍ أو تطفيف.

وثانياً: أن يلتزم الكُل منا الدعاءَ متضّرعاً ومُنيباً إلى الله تعالى في خلواته وجلواته ليضع تبارك وتعالى في أرضنا بركتَها وزينتها ولِيخرجنا من ظلمة هذه الأزمات إلى صبح الحرية والاستقلال. وماذلك على الله تعالى بعزيز ، وهو القائل:
(ولا تهنو ولا تحزنو وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)،”

________________

تلخيص وتعريب: عبدالوهاب سلطان الدّيروي
(مساعد المكتب العلمي لفضيلة المفتي العام محمد تقي العثماني حفظه الله تعالى)
(وقد وثّقها صاحب الكلمة جزاه الله تعالى خيرًا)

١٤ أغسطس ٢٠٢٣م
جامعة دارالعلوم كراتشي