وقتك حياتك (الحصة الثالثة)

وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول:
“إذا أصبحت فلا تنتطر المساء”
وقال بكير بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي: كان لو قيل له: قد توجه إليك ملك الموت. ما كان عنده زيادة عمل (سير أعلام النبلاء:۴؍۶۲. طبع الرسالة )
سؤال هام والإجابة عنه:
سأل سائلٌ:إنما يمكن تنظیم الأوقات والمواظبة عليه لأمثالكم من يراعيه كل أحد فلا يخل بتنظیمیه وترتيبه. ومن جانب آخر فلكم خدم يقومون بشئوونكم. أما بالنسبة إلى العامي فاتباع تنظيم الأوقات ربما شبه مستحيل؛ فإنه ينظِّم وقتا ولكن مَن فوقه يأمره بغير ما حدَّده. وربما يخص وقتا لعمل فیفاجئه مرض فی أهله فيحتاج إلى تمريضهم والقيام بخدمتهم وما إلی ذلك من العوائق. فكيف يمكن له التنظيم الدؤوب والتوقیت المخطَّط؟
أقول: الأصل ألا تترك العمل لأجل كسل أوفزع واضطراب القلب أواستصعاب واستعصاء. أما لو لعذر شرعي أومماشاة مع قانون ‘‘العمل بمقتضى الوقت ’’ فلا بأس به إذن؛ فإن الغرض من تنظیم الأوقات والتخطیط لها أن تبذل كل لحظة من لحظات الحياة فيما يفيدك إما دنيا وإما دينا، وأن لا تذهب لحظة منها سُدىً. فلو تركت العملَ لأجل عذر شرعيٍّ فلا بأس؛ لأنّ العمل الثّانِيَ عندئذ ينوب مناب الأوّل، مثلا خصصت وقتاً للتلاوة، فلما ذهبت تتلو إذ واجهك مرض في أهلك ما جعلك تغادر التلاوة وتصحبهم إلى المستشفى. هنا ولو فاتك ثواب التلاوة ولكن نلت ثواب التمريض. هذا والتلاوة مستحبة والقيام بخدمة الأهل فرض، فلقد أديت الفرض مقام النفل، ولا خسران فيه. ولكن لو جاء وقت التلاوة فبدأت تتكاسل، أوطفقت نفسك تنشئ فيك إضطرابا فلا تتركها لأجله؛ حيث إنه ليس بعذر يعتبر به شرعا.
أما إذا أمرك من فوقك بشئ، فانظر لو كان في الوقت سعة فاستسمحه يدعك لإكمال روتينك. ولو لم يكن في الوقت سعة أوكانت ولكنه لم يسمح لك فلا بأس به إذن. أدِّ ما يأمرك به ولو فاتك روتينك، فأنت معذورٌ ولست بملومٍ.

قصةالشیخ التهانوی رحمه الله:
مرة ضافه أستاذه الشیخ محمود الحسن – الشهیر في الأوساط العلمیة في شبه القارة الهندية بشیخ الهند- فی بیته، فأكرم وفادته واحتفی به احتفاء جهّز له 52 لونا من ألوان الطعام وأنواعه. بعد الفراغ من الطعام استسمحه الشیخ التهانوی قائلا: “هذا الوقت خصصته لتألیف التفسیر ‘‘بیان القرآن’’ فلو سمحت أؤدي عملي.” فسمح له الشیخ برحابة وأكد علیه أن یفعل. یقول الشیخ: فرحت إلی مكان العمل وجلست أكتب، ولكن قلبي لم يكن ليشتغل بعمل تأليفي على حساب ضياع الفرصة المتاحة لخدمة وزيارة الشيخ الكبير كشيخ الهند. لذا كتبت بضعة أسطر حذرا من نحس العطلة وحضرت في خدمته. فقال: لقد عدت بسرعة! فبينت له الأمر بأن القلب لم يرض بضياع هذه الفرصة السعيدة التي يحظى فيها بصحبتکم وخدمتکم.
ففي القصة لم يرض الشيخ التهانوي رحمه الله بترك معموله بتاتا، بل مارسه قليلا ثم حضر في خدمة أستاذه وشيخه. ومن هذا یمکن أن نقدر ما کانت للقیام بالمعمول المؤقت من قیمة ومکانة في نفوسهم. کما یعلم منها أن ترك المعمول لو کان لعذر وحاجة فلا بأس به إذن، عسى الله يأجر عليه أكثر.

مشكلة كنت أواجهها:
خلال اشتغالى بتألىف ‘‘تكملة فتح الملهم’’ كنت قد خصَّصت له ساعتين يوميا أقضيها في المكتبة. وكثيرا ما حدث معي أن جلست وطالعت الكتب واستحضرت المواد وبدأت أكتب إذ فجأة قدم عليّ أحد فسلم وصافح وعرض له أمرا.وكان من الطبيعي أن تشوش ذهني وغاب عنه جميع ما كنت استحضرته ورتبته، فكنت أحتاج إلى إعادة مطالعته وتحضيره وترتيبه من جديد. وما كدت أكتب حتى جاء آخر وفعل ما فعل الأول. وكان هذا يقلقني كثيرا. فكتبت إلى الشيخ الدكتورعبد الحي العارفي رحمه الله عنها وقلت: إنها أزمة تزعجني وتقلقني كثيرا، كما أنها تتسب لإضاعة الوقت وإيقاف أوإبطاء عمل التألىف. فرد عليّ قائلا: لوأنت تؤلف حظا واستلذاذا أوسمعة ورياء فطبعا تنزعج بتوافد الناس عليك حيث يفوّت عليك غرضك، ولكن لتذكر أنه – إذن- لا يدرّ عليك شيئا من رضا الله ولا من ثواب الآخرة. أما إذا كنت تستهدف بجهودك في تأليف هذا الشرح ابتغاء وجه الله ونيل مرضاته فلا يحزنك ولا يقلقك شيئ من قدوم الناس عليك، بل أدِّ واجب الوقت بإكرام الضيف وخدمته. أوما دريت بعدُ أن إكرام الضيف عبادة تثاب عليه لدى الله؟! فلما كان الله هو الذي بعثه إليك، علم أنه يريد منك في هذه اللحظة إسعاف القادم وخدمته لا التألىف ولا القراءة. لذا فأولِه عنايتك وضحِّ له بلحظات من وقتك، فمن أنت وما ترتيبك؟! الله يفوضك عملا يريد منك أن تنجزه وتتحايل منه التخلص!
وبه فتح عليّ الشيخ بابا من المعرفة فطفقت أقتنع عقلا أن القادم لا يضرني شيئا ولو أخل بتخطيطي وأوقف مسيرة أعمالى. ولقد أبدع حيث تابع كاتبا: إن الدين اسم للعمل بمقتضى الوقت، وأن تؤدي في كل وقت العمل الذي يطلبه منك دينك أن تفعل. أما الجري وراء رغبات القلب أوأداء واجب الجدولة – مهما كان من أمر- فليس بدين.
لذا فلو خصصت ساعة من وقتك لعمل ما فليس من المعقول أن تصمم على إنجازه ولو تغير مقتضى الوقت أوفاجأك شيئ أهم وأولى بالاعتناء منه.
قصة طريفة:
وكان سماحة والدى رحمه الله يقص في ذلك قصة طريفة عن حاكم هندي ينتمي إلى ديانة السيخ، کان قد خصص لنومه الوقت منذ الحادية عشر ليلا إلى السادسة فجرا، فكان لا ينهض من الفراش قبل السادسة ولو كان منتبها ومستيقظا، حيث يعدّ نفسه نائما حسب الضابطة التي رتبها. مرة انتبه قبل الخامسة فرأى قردة تدخل غرفته وتذهب بأشيائه واحدا تلو آخر، فثارت في نفسه ثائرة الغضب وانبعثت في قلبه بواعث قلق وأسى- للشح الذي كان يعرف به- ولكن اعتصامه بتخطيطه حثه ليتظاهر بالنوم، ومراعاته لتوقیته منعه من أن يقوم فيزجرها ويسترد منها ما أخرجتها. وما زالت اللعبة بين خطفات القردة وشزرات المرء متواصلة إلى أن بلغت الساعة سادسة فهبّ وصاح وبلور وزجر خادما وسب آخر، وقال: عليّ بالقردة، فإنها هي التي أحدثت التشويش. ففرحوا باستطلاعه وودوا لو علموا مصدر نبإ -أوقل نبوءة- سيدهم وسألوه: وكيف عرفت أن السارقة هي؟ فرد في غاية اعتزاز قائلا: مجانين! كنت مستيقظا وإنما لم أمنعها وقاية لأوقاتي المنظمة من التخرب وأعمالى المبرمجة من التخبط.
فلا تكن جدولتك مثل جدولة هذا المسكين حيث كانت تفوق الحقائق. فمن شأن المسلم أن يقدم واجب الوقت الذي يوجبه عليه شرعه ويفوضه إليه ربه على ما اخترعه من تنظيم أوجعله من ترتيب.
نكتة هامة:
فهذه نكتة كبيرة لا بد أن نأخذها بعين الاعتبار. وإن الجهل بها أورفضها أوالخطأ في تفاهمها تتسبب لأخطاء جمة في شرح مبادئ الدين والعمل بها. فكثير من الناس يغفلون عن واجب الوقت لاشتغالهم بالعمل الذي ترسخت في قلوبهم مكانته وأهميته فصرفهم عن سواه من الأعمال ذات قيمة أكثر وأهمية أبلغ من حيث منظور شرعي. وفیما یلي نقدم إليكم بعض ما شاهدناه وسمعناه من نماذج تفريط بعض الملتزمين والمتدینین في هذا الصدد:
عالم له أشغاله من العلوم الدينية قراءة وتدريسا، فيوليها عناية أية عناية بينما يغفل جانب القيام بحقوق الأهل فيفرّط فيها أي تفريط! أورجل له نشاطات وجولات ورحلات دعوية فهو يخرج لها ولو كانت زوجته رهينة فراش وصغاره فريسة فقر وإعواز. أوما علم هذا وذاك أن تركيز الشريعة على القيام بحقوق الأهل في مثل هذه الحالة أکثر وأولى بالعناية من أي نشاط ديني آخر غير مفترض عينا عليه. وكذلك من اللامعقول تماما شرعا ما يفعله بعض من ينتسبون إلى جماعة الدعوة حيث يقابلون الناس في المسجد الحرام فيحثونهم على الذهاب معهم إلى مسجد الشهداء- حيث مركز الجماعة- زاعمين أن الصلاة في الحرم واحدة بمائة ألف بينما هي واحدة بنحو نصف ملیار هناك في مركز الجماعة. وهذا خطأ فاحش شرعا، فإن المسكين فرغ الوقت وصرف المال لزيارة البيت، فدعوه وشأنه بالبيت من الطواف والصلاة والزيارة ما لايمكنه أن يؤديها في غيره. فحثه على الخروج الدعوي في مثل هذه الحالة يخالف مقتضى العقل ومذاق الشرع تماما. أليس عنده عمره تماما للتبليغ في بلده ووطنه؟ وأين له الفرصة من اقتناء حسنات الحرم وبركاته التي لا تدانيه فيها بقعة أخرى؟! وکذلك في رمضان وجدنا أناسا يصرفون الناس عن الاعتكاف إلى خروج دعوي مع جماعة التبليغ. وهي أيضا مضادة صريحة لمقتضى الوقت ومذاق الشرع.
وكان الشيخ مسيح الله – رحمه الله – يقول: إن الدين اسم للاتباع وليس قضاء رغبة القلب وإنجاز مشتهى النفس. لذا فلو تاق قلبك ورغبت نفسك في الاشتغال في مجال من مجالات الدين وشعب الشريعة من التدريس أوالتأليف أوالدعوة أوما إلى ذلك فليس لك أن تقدم عليه فورا من دون أن ترى ما هو الأمر الذي يطلب الشرع منك القيام به في هذا الوقت.
وفذلكة الكلام أنك إذا نظمت أوقاتك ورتبت لها جدولة ثم طرأ عليك عذر شرعي حال دونك ودون القيام بعملك فلا بأس به إذن. وحيث إنه لا يعتبر ضياعا للوقت وذهابه سدى لذا فلا تحزن ولاتيأس. بل أرجو أن يضاعف لك الأجر في مثل هذه الصورة. وذلك لوجهين:
• ربما يكون مقتضى الوقت الذي آثرته وقدمته أفضل وأكثر أجرا من العمل الذي كنت خصصت له وقتك.
• ربما يشق على المرء ويحزنه أن يخالف ما عوّد عليه نفسه ويخرب تنظيم أوقاته. ومن المعلوم أن المؤمن لا يصيبه هم ولا غم ولا أذى إلا کفر الله به سیئاته ورفع درجاته.
ولكن الأمر الذي يجب الاحتراز عنه تماما هو ترك العمل تكاسلا وتقاعسا أولفزع القلب. وقلما يفلح من يترك عمله لهذه الأغراض، فلا بد للنجاح من مقاومة الكسل ونزوعات القلب.
تضحية ولكن!
لعلك سمعت بعض الناس يقول: إن الدين ليس هذا ولاذاك، ولكنه جهاد وتضحية مستندا في ذلك إلى عمل الصحابة رضي الله عنهم حيث قدموأ أروع تمثيل للتفادي والاستماتة والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل الدين. فهذا حنظلة رضي الله ما إن تمر عليه الزفاف حتى يسمع صيحة الجهاد فيتخلى عن عروسه ويخوض ساحة القتال حتى يستشهد جنبا تغسله الملائكة!
ولكن أرى أن قياس أوضاعنا على أوضاع الصحابة ربما لا يصح للفارق البين بينهما من وجهين:
1. إنما فعله الصحابة في حالة الطوارئ حيث تعرض الوطن الإسلامي لهجومات الأعداء الشرسة وأصبح الجهاد فرضا عينا لم يبق للمسلم منه بد. وفي مثل هذه الحال يجب علی کل مسلم الخروج – حتى الولد والزوجة والعبد يخرجون من غير إذن الوالد والزوج والمولى كما صرح به الفقهاء-. لذا فلا يصح قياس حالك – وأنت في ظروف هادئة مطمئنة ولم يصبح الخروج فرض عين بعد- على أحوالهم.
2. بعض الصحابة تحملوا المشاق في الجهاد والدعوة وماإلى ذلك من نشاطات دينية ولكن من دون أن يضيعوا لأجلها حق ذي حق. أما الیوم فلا تتم عندهم التضحیة للدین حتی یضحي أولا بحقوق من یکفله من الأهل والوالدین وما إلی ذلك!

الصحابة وقيامهم بأعمال رفيعة:
من خلال قراءة تراجم الصحابة رضي الله عنهم نرى أنهم قاموا بأفعال جسيمة ضخمة ورفيعة جدا. فينبغي لكل مسلم أن يحاول لیحظى منها بشيئ، ولكن لا يجب علی أحد أن يقلدهم في تلك الأفعال الرفيعة التي لم تفترض شرعا. فمثلا نقول: سيدنا أبو طلحة الأنصاري تصدق بحديقة له غناء لمجرد أنه انصرف إليها وإلى بهجتها وزهوها وكثافتها خياله في الصلاة حين رأى طائرا حام فیها حوما أفقده المنفذ للخروج منها. فهذا عمل في غاية رفعة كان من شأن صحابي أن يعاقب نفسه بهذه العقوبة العظيمة لمجرد خلل بسيط في خشوعه في الصلاة. ولكن لو استدل بالقصة أحد ففرض على كل مسلم أن يقلد أبا طلحة في عمله هذا، وأفتی أن من خطر ببال أحد شيئ في الصلاة فلقد أتى إثما عظيما عليه أن يتلافاه بالتصدق بما خطر بقلبه: لكان هذا تعبيرا غير موائم مع الشرع وملائم لمبادئه العامة.

الصحابة وخضوعهم لمقتضى الوقت:
فالحاصل أن مزاولة كل من التعليم والدعوة والجهاد خاضع لمقتضى الوقت. ولقد ظهرت لهذا عدة مظاهر فی عهد النبي صلی الله علیه وسلم، نسرد إلیکم اثنین فیما یلي:
كلنا نعرف غزوة تبوك ومكانتها في الإسلام وفضل من خرج فيها، ولكن من جانب آخر لفتوا أنظارکم إلی شخصية عظيمة وبطل مقدام وباسل مغوار كسيدنا على رضي الله عنه، له رغبة شديدة وعزيمة صارمة في الخروج، ولكن يستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء والصبيان في المدينة. فلما آثر أمر النبي صلى الله عليه وسلم -الذي أصبح مقتضى الوقت وواجبه – بالامتثال والاتباع نال مرتبة سامية وبشرى سارة حیث قال له النبي صلی الله علیه وسلم:
«أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون، من موسى». صحيح البخاري (5 / 19)
وكلكم تعرفون غزوة بدر ومكانتها في الإسلام وفضل من شهدها حيث بشروا بقوله علیه السلام :
وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم( صحيح البخاري (4 / 60):
وكانت هي التي غيّرت مجرى التاريخ، ومن هذا سماها القرآن ‘‘يوم الفرقان’’. وكان سيدنا عثمان رضي الله عنه كأحد من المسلمين يرغب كثيرا في صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفرصة السعيدة ولكن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخلف عنها لتمريض زوجته. فيبقى في تمريض أهله. ولكن هل نقص ذلك من أجره شيئا؟ كلا! بل عدّ – ولا يزال- يُعدّ من البدريين وضرب له بسهم من الغنيمة شأن من حضرها وقاتل فيها.
فهذا جانب عظيم من الدين. ولكن يحتاج لهذا إلى مرشد محنك، فكثيرا ما يخطئ المرء في تحديد مقتضى الوقت إذا استبد بنفسه من غیر مرشد.
وفذلكة الكلام:
أن المواظبة على تنظيم الأوقات أمرمستحسن للغاية، بدونه قلما يمكن للمرء أن ينتهز فرص الحياة ويستغلها في صالح. فلا بد أن تنظم وتخطط، ولكن لو فاتك اتباع التخطيط لعذر شرعي فلا يكن بك أي قلق أوانزعاج؛ لأن الغرض أن تغتنم حياتك وتصرف لحظاتها في صالح يفيدك دينا أودنيا. وهو حاصل فی کلتا الصورتین. والأمر الذي تجتنبه أوتقلق لأجله هو الکسل والغفلة.

المواظبة على الأعمال:
وليلاحظ كذلك أن خير العمل ما ديم عليه وإن قل. فليست أية بركة فيمن يسهر الليالى الأخير من رمضان ثم بعد رمضان تفوته حتى المكتوبات.

وذلك -حسب ما كان يقول شيخنا الدكتور عبد الحي العارفيّ رحمه الله- يشبه شأن قطرة من الماء، حيث إنّها تتمكّن من الثّقب فى الصّخرة إذا هي توالت واستمرّ سقوطُها، بينما شلّال فائض يمرّ على الصّخرة دفعةً من دون أن يترُك فيها كبيرُ أثرٍ!
وفي الأخير نسأل الله تعالى يوفّقنا الله بفضله

ثلاث محاضرات تربوية ألقاها سماحة
الشيخ المفتى محمد تقي العثماني حفظه الله تعالى ورعاه،
حول عظم الوقت وقيمته وأهميته في حياة المسلم،
وطرق استغلاله في صالح مُجدٍ،
وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة تجاهه،
الفاشية في الأوساط الملتزمة بصفة خاصة وغيرها عامة.
قام بتلخيصها بالعربية الأخ الفاضل كليم الله،
خريج درجة التخصص فى الإفتاء من جامعة دار العلوم كراتشي.